إن منهاج الطريقة هو التطبيق العملي للشرع قولاً وعملاً وأخلاقاً ، وذلك بإصلاح ظاهر السالك وباطنه ، وذلك بصحبة الشيخ الوارث المربي الذي لا يكتفي بتعليم مريده أمور دينه بصورة نظرية بحتة، وإنما يأخذ بيده لتطبيق إحكام الشرع عمليا ً، يثني عليه إذا أحسن ، وينبهه إذا زلّ ، ويتفقده إذا غاب ، ويذكّره إذا نسي ، ويزكّي قلبه إذا قسا ، ويحفزه إذا فتر ، ويحنو عليه ، ويحبه محبة الوالد لولده ، قاصداً بذلك وجه الله تعالى ، وبذلك يكتسب المريد الصفات الحميدة، ومعرفة الله ، ويداوي عيوب وآفات نفسه .
إن رسالة الإرشاد والتزكية قائمة من لدن رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى الوارّث الذين ورثوا عنه صلى الله عليه و سلم العلم والمعرفة والأخلاق الطيبة التي بعث صلى الله عليه و سلم ليتممها ، وقد اعتاد الناس عبر السنين الأخذ بهؤلاء الورّاث المرشدين وصحبتهم التي بها تزكو النفوس وترتقي الأرواح وتتم مكارم الأخلاق وتعالج القلوب وتتحصن بالعقيدة الصحيحة من مداخل الشيطان ويزداد الإيمان بصحبتهم وطاعة الله معهم .
وللطريقة الخلوتية أركان سبعة هي : الحب والامتثال والذكر والفكر والصمت والعزلة ( الخلوة ) والصوم ( الجوع ) .
وأصول هذه الأركان في كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه و سلم وسيرة آله وأصحابه والسلف الصالح رضي الله عنهم أجمعين ، كما أن للطريقة أوراد يومية راتبة وأوراد اختيارية يتم تلقيها وتلقينها من الشيخ المرشد لتكون زاداً للسالكين في طريقهم إلى الله ، يداوي أمراض نفوسهم ، ويصقل قلوبهم ويدفع البلاد والحزن والهم والغم عنهم ، ويجلب لهم السكينة والأنس والصبر والرضى وغير ذلك ، وقد تميزت الطريقة بحرصها على أداء الذكر بكل أشكاله وأنواعه سرها وجهرها ، وفردياً وجماعياً، قرآناً وتسبيحاً وتهليلاً وتكبيراً وصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم والذكر بالأسماء وغير ذلك