بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على اشرف الخلق المبعوث رحمة للعالمين سيدنا ونبينا ومولانا محمد ابن عبد الله ورسول الله افضل الصلاة والتسليم عليه وعلى اله الطيبين الطاهرين وصحبه وسلم.
أخواني الأفاضل أخواتي الفاضلات السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ،جوابا على ما تفضل للسؤال عنه مجموعة من الإخوان والأخوات ألا وهو الإذن الروحاني ، نقول : وعلى الله الإتكال أن هناك قاعدة معروفة لدى المشاييخ وحتى عند طلاب هذا العلم الجليل والقاعدة تقول : من لا شيخ له فالشيطان شيخه ولهذا لابد لأي شخص سوى كان طالبا أوشيخا أن يكون له شيخه يسير على دربه ، ولا يمكن لأي شيخ أن يعطيك إذن على عمل ما حتى يكون هو نفسه يملك ما سيأذن لك عليه ،لأن فاقد الشيء لا يعطيه ،هذا في ما يخص الإذن بمفهومه العام لأن الإذن لا يقتصر على عقيدة دون أخرى ،أما قولك أن تأخد الإذن من الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم ،فهذا في حد داته لابد لك من شيخ يوجهك في هذا المنوال ،لأن الطريق بلا نور ،لا ينجوا سالكه من المخاطر،وما الشيخ بالنسبة للطالب إلا نور يستضاء به،لكن ليس كل من قصد شيخا ما سيعطيه على الفورالإذن على عمل ما ،فالشيخ لا يعطي الإذن حتى يصادق على الطلب من عالم الروحانيات ،أن الشخص الذي تقدم بالطلب تتوفر فيه شروط القبول سوى كان الطلب ربانيا أو شيطانيا ،لأن العلم الروحاني ينقسم إلى قسمين حزب الله وحزب الشيطان ، فمن كان من أهل الله سجدت له الملائكة سجود طاعة وليس سجود عبادة إمتثالا لأمر الله أسجدوا لآدم فسجدوا،لأننا من ورثة أبونا آدم عليه السلام ،فلا يفصل بين العبد وطاعة الملائكة إليه إلا التقوى ،يقول الله سبحانه وتعالى:[وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاء مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً ]
.[سورة الكهف الآية 50 ].
لهذا فمن أطاع الله ورسوله في أمرهما ونهيهما أطاعته الملائكة وخدمته بأمر الله تعالى وبركاته ،ومن عصى أمر الله ورسوله وآتبع هواه وأطاع الشيطان خدمته الشياطين على قدر إمانه بهم لكن لا يزيدونه إلا رهقا مصداقا لقول الله : [وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً ] .
[سورة الجن الآية 6 ].
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته خادمكم المطيع الخاضع لجلال ربه الراغب في رحمته