صورة اسم محمد صلى الله تعالى عليه وسلم
يقول الشيخ عبد الغني النابلسي :
« صورة اسم محمد صلى الله تعالى عليه وسلم مركبة من أربعة أحرف ، وفيها حرف خامس مدغم ، وهو حرف اللام .
فقد أخذت صورة هذا الاسم صورة ذلك الاسم [ الله ] أيضاً ، وانتقلت هذه الصورة الرباعية الخماسية إلى اللوح المحفوظ ، فظهرت منه الحقائق الأربع : الحقيقة الجبرائيلية ، والحقيقة الميكائيلية ، والحقيقة الإسرافيلية ، والحقيقة العزرائيلية ، وأدغمت الحقيقة الخامسة : وهي القلم الأعلى ، ثم انتقل ذلك إلى عالم الطبيعة فظهرت الطبائع الأربع : الحرارة ، والبرودة والرطوبة ، واليبوسة . وأدغمت الخامسة وهي حقيقة الاعتدال الطبيعي .
ثم ظهر ذلك في عالم العناصر الأربعة : النار ، والهواء ، والماء ، والتراب ، وأدغمت حقيقة المزاج .
ثم ظهر ذلك في المواليد الأربعة : المعدن ، والنبات ، والحيوان ، والإنسان ، وأدغمت حقيقة النفس .
ثم ظهر ذلك في الأعمال الإنسانية فكانت العبادات الأربع : الصلاة ، والصوم ، والزكاة ، والحج ، وأدغمت الخامسة وهي النية .
ثم ظهر ذلك في الصلاة فاشتملت على أربع كيفيات : فعلية القيام ، والقعود ، والركوع ، السجود ، وأدغم الخامس وهو السجدة الثانية . وأربع كيفيات قولية : وهي التحريمة ، والقراءة ، والتسبيح ، والتشهد ، وأدغم الخامس في التشهد وهو السلام في آخر الصلاة . فمن تأمل وجد العالم جميعه على الصورة المحمدية صلى الله تعالى عليه وسلم ولفظة الجلالة ».
المصدر: الشيخ عبد الغني النابلسي – أسرار الشريعة أو الفتح الرباني والفيض الرحماني – ص 235 – 236