نسمع هنا وهناك عن حالات لاشخاص يمتلكون ذبذبات كهرومغناطيسية في اجسادهم وعلى الاغلب في اياديهم فيكونون اطباء بحكم هذه الطاقة لاستخدامها في علاج الامراض..
ويتقاطر الناس عليهم علهم يجدون ما يسكن آلامهم..
وفعلا يجدونها بتحسسهم لحرارة ملمس ايدي الاستشفائيين الذين لا يمتلكون اي شهادة تخصصية في الطب او في العلوم المتقدمة..
ولكن مع مرور الزمن لا نسمع عنهم اي شيء.. كذلك نسمع عن حالات اخرى موجودة في الهند او في الصين عن اشخاص يجرون جراحات طبية دون تخدير والم ودون ان يستخدم المبضع لاجراء العملية فقط اصابع ماهرة تدخل الجسم وتعرف العلة وتشخصها وتخرج دماء فاسدة ويشفى المريض من امراضه وينتهي الالم.. ايضا نعرف من خلال متابعتنا بشكل خاص للهنود انهم يضربون عن الطعام فترة طويلة دون ان يتعرضوا الى مضاعفات في جفاف الجسد وعطب بعض اجهزة الجسم ويعيشون بشكل طبيعي دون الحاجة للطعام الذي هو وسيلة لديمومة حياة الجسد.. كما نلاحظ بعضهم يمشون على لوح مسامير او ينامون عليها دون ان يتألموا او يتأذى الجسد بأي جرح او ثقب يحصل..
عديدة هي الحالات التي نسمعها ونقرأها ونراها، واغلب هذه الحالات تتوقف عند حد معين ولاتتطور في قدراتها بل تنضب في وقت معين.. ربما هي حالة فيزولوجية مؤقتة تمتزج بكهربائية الشرايين وذبذبات الجسد لتصل الى الفعل والتأثير ولكن ادامتها تتوقف على الشخص نفسه.. وكل هذه الحالات تعتبر فريدة من نوعها ويسميها العلم حالات فيزولوجية وكهرومغناطيسية وهي نادرة وخاصة..اما ما نريد التحدث عنه..
فهو الطاقة الروحية.. التي تختلف تماما عن الطاقة الجسدية وما وراءها التي تنضب سريعا بفعل الاستخدام المفرط لها دون ان يمدها الانسان بطاقة اكثر فاعلية وتدوم لنهاية العمر.
والطاقة الروحية لا تستخدم للمباهاة والظهور والزينة ولاثارة الاعجاب والدهشة لدى الاخرين..
فالذي يتعرف على الروح عن كثب ويعرف اسرارها ويسبر اغوارها يعرف انها خاصة وليست نابعة من الجسد وذبذباته وهي نور من السماء يخص بها المولى عز وجل بعض عباده المخلصين والمؤمنين والطيبين من الناس..
هذا النور او الطاقة كما يقول عنها العلم تصل هؤلاء للخلاص من الجسد الفاني لترتفع الروح الى الاعالي عن طريق حالات المكاشفة والاتصال التي عرفها المتصوفون والعاشقون للواحد الاحد..
والطاقة الحقيقية هي ليست القوة والصحة وسلامة العقل والجسد.. بل تتعدى الجانب الفيزولوجي والفسلجي والكهرومغناطيسي..
فالامراض والاوجاع والالام تتلاشى تماما من الجسد ويتم تذليل الهموم والمشاكل والاحزان ولا يهتم صاحبها بالطعام والشراب حتى لو لم يأكل فهي تديم حياته حتى يكتب له الله عز وجل الموت..
كما يكون من يمتلكها ذا تركيز عال حاضر الذهن ومتقداً نشطاً حيوياً سريع الحركة حتى لو كان في السبعين من عمره.. اضافة الى ان الوجه والجسد يكتسي بجمال خاص وحيوية وتتوقف خلايا جسده عن الكبر والشيخوخة والترهل.
علماء وخبراء ودراسات وبحوث علمية وطبية ومختبرية يبحثون عن وجود مثل هذه الطاقة في الاجساد البشرية وكيفية استخدامها وماهيتها، وكيف تتكون وهل تستهلك وهل تتلاشى مع طرح الالاف من الاراء والافكار والاسئلة التي يريدون بها معرفة ماهيتها ويحاولون التجريب والاستنساخ من خلال تجاربهم العلمية والطبية والسريرية على بعض الاجساد والعقول.. وتعرفوا من خلال بحثهم الدائم على سحرة ودجالين وروحانيين استخدموا الشعوذة والدجل والجن في اعمالهم البهلوانية ليخادعوا بها الناس لأجل المال والشهرة والاعمال المثيرة.
وظل العلماء حائرين.. من اين للانسان مثل هذه الطاقة وكيف يمكن انتاجها؟ والاستفادة منها في اعمال كبرى قد تنفع البشرية او تضرها وقد عملوا في السنوات الاخيرة على استنساخ الجسد ليتعرفوا على امكانية الروح وطاقتها وكيف تتعامل مع الجسم وكيفية استخلاصها للاستفادة منها.
كما حاولوا التعرف على تواجدها.. فهل هي في العقل ام الجسد ام القلب ام في الدماغ ام هي فقط النسخة غير المرئية للانسان تخرج منه عند الموت، وهل هي شبيه لشخص الانسان وسلوكه وعقله و و و.....
وفي كل مرة يخفق العلماء في افكارهم وتجاربهم رغم توافر مستلزمات البحث والتقنيات ووجود المختبرات وتبرع بعض الناس للتجارب..
الحقيقة انهم يحاولون تفريغ الطاقة من محتواها الروحي والحسي والفكري..
حتى علم الباراسايكولوجي الذي يؤمن بالطاقات الادراكية والشعورية والبصرية لم يتعرف على ماهية الطاقة.. فتارة يعتبرها حاسة سابعة وثامنة وربما عاشرة ويحيلها الى قدرات الانسان الذهنية والمعرفية والفكرية ولم يتوصل الى ماهيتها بعد..
وما زال العلم في دوامة البحث عن مخرج للفهم والدراسة والبحث.. ولكن من يقرأ ويبحث ويتمعن في قراءات الاولين عن الاولياء الصالحين والمؤمنين وجماعة المتصوفين سيتعرف الى هذه الطاقة.. فهي متجلية في ارواحهم وسلوكهم وافكارهم.. وجندوها في تجلياتهم وعشقهم للمحبوب سبحانه وتعالى حتى ان ابن عربي شيخ المتصوفين وجماعة من الشيوخ والمريدين كانوا في يوم يقيمون صلاة الليل ولم يكن لهم في ذلك الوقت نور للاضاءة وبسبب التجلي والخشوع والمكاشفة والاحوال والاتصال كما هي مفرداتهم الصوفية المعروفة شعت من اجسادهم انوار تلألأت وملأت المكان ضياء فازدادوا رهبة وخشوعا حتى انهم بكوا كثيرا وارتجفوا لما رأوه.. وخر بعضهم مغشيا عليه من التجلي والعشق والدهشة علموا حينئذ ان لديهم نورا من الله وانها طاقة روحية يستطيعون استخدامها فيما يشاؤون.. وهي ما تغنيهم عن الحياة والعيش والمال والسلطة فهي عندهم الكنوز الحقيقية ويكتفون بالخشوع والاختلاء بالحبيب.. ومن خلالها ترى بعضهم في مكان وروحه في مكان اخر لانجاز بعض الامور الصالحة للاخرين، وبعضهم يكون في الصحراء دون طعام او ماء ومع ذلك يضرب الارض فيخرج منها نبعا صافيا للشرب وفي اماكن قاحلة جدباء خالية من الحياة ترى الشخص المؤمن يطلب من الله عز وجل ان يطعمه من الارض فيكون تحت يديه ما لذ وطاب.. وبعضهم يمشي على الارض وبعضهم تطوى له الارض والزمان والمكان باذن الله تعالى.. كما تقرأ في التاريخ عن اشخاص يتيهون في الصحراء لاجل حضور دفن رجل صالح احتاج لشخص طيب مؤمن يؤمن دفنته، وهي تحصل باذن الله تعالى.
وهذه الطاقة لا تستخدم لاجل الاحتياجات الدنيوية فهذا ما يستنكرونه فالحياة ليست مقصدهم بل ان وجودهم في حضرة رب العرش العظيم هو ما يصبون اليه... وهم قادرون على عمليات المخاطبات الروحية عن بعد اميال ومدن او تكون لديهم مكاشفة وبصيرة يتعرفون فيها على بعض المعارف والعلوم ويعرفون الغيبيات والحال والاحوال والمستقبل لكنهم لا يأبهون لكل ذلك، المهم ان توصلهم هذه الطاقة والروح الى معرفة محبوبهم وليكونوا في حضرته ليتجلى لقلوبهم بنوره وهذا ما يعيشون لاجله.. وتبقى المشروعية في استخدام مثل هذه الطاقة لمن تتواجد عنده..
فهي لا تمتلك الجسد عبثا دون مجاهدة ودونما ايمان واختبارات من المولى عز وجل.. فحتى يمكننا الحصول على مثل هذه الطاقة وثباتها علينا ان نحمل قلبا طيبا وايمانا ويقينا ثابتا بديننا.
ولنقتد براية الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم ) حين يقول بعد صلواته لنزداد نورا ومحبة لله تعالى..
(اللهم اجعل في قلبي نورا وفي عقلي نورا وفي روحي نورا وفي جسدي نورا وهب لي من لدنك نورا يملأ حياتي يا نور كل شيء يا نور السموات والارض يا رب العالمين