بسم الله الرحمان الرحيم
"اكدت الاكاديمية الامريكية للعلوم بان الممارسة والتدريب الطويلين في مجال التأمل الروحي لدى الرهبان في منطقة التبت تحدث تغيرات فيزياوية داخل الدماغ.. وخلصت تلك الدراسة الى ان الدماغ البشري شانه شان اي عضو في الجسم قابل للتمرين وزيادة قدراته..!!!
إذ كان البعض قد تأثر بالرهبان البوذيين، وخصوصاً باؤلئك الرهبان اللذين يقطنون في منطقة التبت، واخذوا يمارسون رياضة التأمل الروحي لعدة ساعات يومياً، تمنحهم الراحة والطمأنينة فان البعض الاخر يجد في هذا النوع من الرياضة الروحية نوعاً من العبث ومضيعة للوقت، وهم بالتالي يشككون في جدواها.. لكن الدراسة التي قام بها مجموعة من الباحثين الامريكيين، ونشرت في مجلة الاكاديمية الامريكية الوطنية للعلوم يوم 8/11/2004، اشارت ان هذا الطقس الروحي التأملي غاية في الاهمية فيما يخص تقوية وتطوير القدرات الدماغية.
فلقد باشر هؤلاء الباحثين في اجراء عدة اختبارات وفحوصات على عينتين من الرهبان في التبت: العينة الاولى تتضمن 10 رهبان حديثي العهد في مجال التأمل الروحي نظراً لكونهم تلاميذ يتم اعدادهم على المدى الطويل لنيل درجة راهب وهم بشكل عام لايتعدى عمر الواحد منهم اكثر من عشرين عاماً. اما العينة الثانية فلقد شملت 8 رهبان كبار ممن تزيد اعمارهم على 45 عاماً، وهم بالاساس يعدون اساتذة ورهبان بوذيين بمعنى الكلمة كونهم ممن مارس مدة طويلة رياضة التأمل الروحي [تبلغ متوسط عدد الساعات لديهم من 1000-50.000 ساعة من التمارين الروحية التأملية].
وبعد اخضاع الفئة الاولى من الرهبان الشباب وهم يمارسون التأمل الروحي الهادف الى خلق حالة من الاحساس والشفقة والحب نحو باقي البشر، الى فحوصات من خلال قياس كهربائية الموجات الدماغية، سجلت تلك الاجهزة ترددات في موجات اشعة كاما اكثر من الحالة الاعتيادية بشيء طفيف. لكن عندما أخضع الرهبان الكبار الى الفحوصات نفسها اتضح ان ترددات اشعة كاما سجلت مستويات عالية جداً اثناء ممارستهم رياضة لا التأمل الروحي!
اما المرحلة الثانية فلقد ارتكزت على قيام الفريق البحثي باخضاع كلا المجموعتين الى فحص الدماغ بواسطة جهاز الرنين المغناطيسي، وجاءت النتيجة مماثلة للاختبارات والفحوصات المرحلة الاولى، إذا اظهرت ادمغة الرهبان الكبار نشاطاً كثيفاً وزيادة كبيرة في الفعاليات الدماغية.
فالنشاط في الجزء الامامي الايسر من القشرة الدماغية، والتي تعد مركز المشاعر الايجابية، كانت كثيفة للغاية لدى المتأملين الرهبان، في حين كان النشاط في الجزء الامامي الايمن من القشرة الدماغية، شبه معطل عن العمل، وهو الجزء الذي يعد مسؤولاً عن مركز الانفعالات السلبية والقلق النفسي.
ولقد استخلص الفريق العلمي البحثي بان الدماغ البشري هو كباقي اعضاء الجسم يمكن ان يدرب وينشط بشكل ارادي عن طريق ممارسة التأمل الروحي الذي يعد مثل رياضة كمال الاجسام التي تنمي وتقوي الجسم وتزيد من قدراته وفعالياته.